جرير هو أبو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي التميمي (
33 -
133 هـ/
653 -
732 م)
شاعر من
قبيلة كليب اليربوعية من بني
تميم وهي قبيله متحضره في
نجد، ولد في أثيثية
[بحاجة لمصدر] (بلده تقع شمال غرب الرياض بالعربيه السعوديه بـ 180 كم تقريباً)، من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا.
نشأة جريرلم يكن لجرير عائلة يفتخر بها أو نسب كريم، وكان والده على قدر كبير من الفقر، ولكن جده حذيفة بن بدر الملقب بالخطفي كان يملك قطيع كبير من الحمير والغنم وكان ينظم الشعر وكذلك كانت أمه أيضًا
[1]عندما ولد جرير وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها، ورأت رؤيا مفزغة فذهبت إلى العراف حتى يفسر الرؤيا فعادت تقول:
قصصتُ رؤياي على ذاك الرّجل | | فقال لي قولاً , و ليت لم يقل |
لـتَلِدنّ عـضلة مـن الــعضل | | ذا منـطق جزلٍ إذا قال فصل |
نشأ جرير باليمامة وعاش فيها وتعلم الشعر مبكرًا على لسان جده حذيفة بن بدر، وقد نشأ في العصر الأموي الذي تعددت فيه الأحزاب فكان لكل حزب شعراؤه الذين يتحدثون باسمه ويذودون عنه.
هجاء جريركان على جرير أن يذود عن شرف وكرامة قبيلته فاضطر أن يفني عمره في مصارعة الشعراء وهجاءهم حتى قيل أنه هجى وهزم ثمانين شاعرًا في عصره
[2]، ولم يثبت منهم إلا الأخطل والفرزدق
[3] رثاء جرير للفرزدقلعمري لقد أشجى تميمـاً وهدها......... على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشيـة راحـوا للفـراق بنعشه......... إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي....... إلى كل نجم فـي السمـاء محلـقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ...... ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ
عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا............ وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ
فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ.......... لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ
ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب............. وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما........... يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ
وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه........ وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ
وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ....... إذا مـا أتـى أبوابـه لـم تغلـق
تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه...... بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى........ فتى مُضرٍ في كل غـربٍ ومشـرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعيـن حجـةً....... وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي
فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه....... بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ
طفولته33-114 هجريجرير شاعر من تميم ينتسب إلى عشيرة
كليب اليربوعية لم يكن له شرف عائلة كريمة يعتد بها ويفاخر بمأثرها، حيث كان والده معدوم الحال مقترا في عيشته، بنما كان جده حذيفة بن بدر الملقب
بالخطفي صاحب قطيع كبير من الحمير والغنم، إلى جانب ذلك كان يقرض الشعر ولا غرابة إذا ان يكون
جرير شاعرا طالما ان جده لأبيه وجده لأمه قد قالا الشعر قبله فجائت ملكة الشعر عنده بالوراثة وهو بدوره سيورثها لعدد من ابنائه الذين وصل الينا من شعرهم الكثير.
قد بقي لبنيه أملاك في بلدة
أثيثية (منطقة
الوشم شمال غرب
الرياض حالياً) إلى زمن
ياقوت الحموي في القرن السابع الهجري
ولد في العام الثالث والثلاثين للهجرة ولد لعطية الخطفي جرير وقد وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها، و راعها وهي تحمله رؤيا أفزعتها. فذهبت إلى العراف تنبئه بها فأرجزت بقول :
قصصت رؤياي على ذلك الرجل, | | فقال لي قولا ,و ليت لم يقل |
لتلدن عضلة من العضل، | | ذا منطق جزل إذا قال فصل |
نشأ
جرير باليمامة وعاش فيها وتلقى الشعر مبكرا على لسان جده الخطفي، وقد كانت التربة الخصبة التي نشأ فيها تساعد على نمو بذرو الشعر.
تفوق جرير1 - قال اعرابي في مجلس الخليفة
عبد الملك بن مروان وكان عنده
جرير:
بيوت الشعر اربع (مدح وفخر وغزل وهجاء) وفي كلها غلب
جرير،
اذا غضبت عليك بنو تميم | | حسبت الناس كلهم غضابا |
ألست خير من ركب المطايا | | واندى العالمين بطون راح |
ان العيون التي في طرفها | | حور قتلننا ثم لم يحين قتلانا |
فغض الطرف انك من نمير | | فلا كعب بلغت ولا كلابا |
فبره
جرير ناقة ومئة دينار وبره الخليفة مثلها.
2 - وقالت العرب في المفاضلة بين
جرير والفرزدق (
جرير يغرف من بحر
والفرزدق بنحت في الصخر))
و ذلك دلالة على أن شعر جرير ذو طابع رقيق منساب بينما كان شعر
الفرزدق يتميز بالفخامة وكثرة التنقيح والتدبيج.
3 - وقال
الفرزدق في هذا الصدد
(ما أحوج
جرير مع غفته إلى صلابة شعري، وأحوجني مع قجوري إلى رقة شعرة))
جرير والراعي النميريتبادل جرير والفرزدق الهجاء أكثر من أربعين سنة، وكان كثير من
الشعراء ينزلق في هذه المناظرة مؤيدا شاعرا على الاخر، وهذا ما حدث للراعي النميري حيث انحاز إلى
الفرزدق على حساب جرير (فكان له الويل وكل الويل) حيث قال :
يا صاحبي دنا الرواح فسيرا | | غلب الفرزدق في الهجاء جريرا |
فلم يمهله جرير كثيرا بل اعد له في اليوم التالي قصيدة تتكوم من97 بيت من الشعر، فأتى
سوق المربد بعد ان احتل الناس مراكزهم واسرج ناقته عند مجلس
الفرزدق والراعي النميري وألقى قصيدته, وهذه بعض ابياتها :
اعد الله للشعراء مني | | صواعق يخضعون لها الرقابا |
أنا البازي المدل على نمير | | اتحت من السماء لها انصبابا |
إذا علقت مخالبه بقرن | | اصاب القلب أو هتك الحجابا |
ترى الطير العتاق تظل منه | | جوانح للكلاكل ان تصابا |
فلا صالى الاله على نمير | | ولا سقيت قبورهم السحابا |
ولو وزنت حلوم بني نمير | | على الميزان ما باغت ذبابا |
ستهدم حائطي قرماء مني | | قواف لا اريد بها عتاب |
أعد لهم مواسم حاميات | | فيشفي حر شعلتها الجرابا |
فغض الطرف انك من نمير | | فلا كعب بلغت ولا كلاب |
أتعدل دمنة قلت وخبثت | | إلى فرعين قد كثرا وطابا |
اذا غضبت عليك بنو تميم | | حسبت الناس كلهن غضابا |
لنا البطحاء تفعمها السواقي | | ولم يكن سيل أوديتي شعابا |
ستعلم من اعز حمى بنجد | | وأعضمنا بغائرها هضابا |
شياطين البلاد يخفن زأري | | وحية أريحاء لي استجابا |
اليك اليك عبد بني نمير | | ولما تقتدح مني شهابا |
شعرهاتفق علماء الأدب، وأئمة نقد الشعر، على انه لم يوجد في الشعراء الذين نشؤوا في ملك الإسلام أبلغ من جرير
والفرزدق والأخطل، وانما اختلفوا في أيهم أشعر، ولكل هوى وميل في تقديمه صاحبه، فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ ولين الأسلوب، والتصرف في أغراض شتى فضّل جريراً، ومن مال إلى إجادة الفخر، وفخامة اللفظ، ودقة المسلك وصلابة الشعر، وقوّة أسره فضّل الفرزدق، ومن نظر بُعد بلاغة اللفظ، وحُسن الصوغ إلى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها، حكم للأخطل، وإن لجرير في كل باب من الشعر ابياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل، ومن ذلك قوله في الفخر:
إذا غَضِبَتْ عليكَ بنو تميم | | حَسِبْت الناس كلَّهُم غِضابا |
وقوله في مدح
عبد الملك بن مروان:
ألـَسْتُم خَيَرَ مَنْ ركب المطايا | | وأندى العالمين بطونَ راحٍ |
وقوله في هجاء
الراعي النميري:
اعد الله للشعراء مني | | قصائد يخضعون لها الرقابا |
انا البازي المدل على نمير | | اتحت من السماء لها انصبابا |
فلا صلى الاله على نمير | | ولا سقيت قبورهم السحابا |
فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُميرٍ | | فلا كعْبا بلغتَ ولا كِلابا |
وقوله في الغزل:
إن العيون التي في طرفها حَـوَرٌ | | قَتَلْننـا ثـم لـم يحييـن قتلانـا |
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ بهِ | | وَهُنَّ أضعـفُ خلـقِ الله أركانـا |
وقوله في صدق النفس:
إني لأرجو منك خيرا عاجلا | | والنفس مولعة بحب العاجل |
بعض قصائد جريرقصيدة بان الخليطبان الخليط ولو طوعت ما بان | | وقطعو من حبال الصرم اقرانا |
حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا | | بالدار دار ولا الجيران جيرانا |
قد كنت في اثر الاظعان ذا طرب | | مروعا من حذار البين محزانا |
يا رب مكتئب لو قد نعيت له | | باك واخر مسرور بمنعانا |
لو تعلمبن الذي نلقا أويت لنا | | أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا |
كصاحب الفلك إذ مالت سفينته | | يدعوا إلى الله اسؤاؤا واعلانا |
يا أيها الراكب مزجي مطيته | | بلغ تحياتنا قد بلغت حملانا |
بلغ قصائد عنا خف محملها | | على قلائص لم يحملن حيرانا |
كيما نقول إذ بلغت حاجتنا | | انت الامين إذا مستأمن خانا |
تهدي السلام لاهل اغور من ملح | | هيهات من ملح بالغور مهدانا |
احبب الي بذاك الجزع منزلة | | بالطلح طلحا وبالاعطان اعطانا |
يا ليت ذا القلب لاقا من يعلله | | أو ساقيا فسقاه اليوم سلوانا |
أو ليتها لم تعلقنا علاقنها | | ولم يكن دداخل الحب الذي كانا |
هلا تحرجت مما تفعلين بنا يا | | اطيب الناس يوم الدجن اردانا |
قالت:الم بنا ان كنت منطلقا | | ولا اخالك بعد اليوم تلقانا |
يا طيب! هل من متاع تمتعين به | | ضيفا لكم باكرا يا طيب عجلانا |
ما كنت أول مشتاق اخا طرب | | هاجت له غدوات البين احزانا |
يا أم عمر جزاك الله مغفرة | | ردي علي فؤادي مثلما كان |
ألست احسن من يمشي على قدم | | يا احسن الناس يوم الدجن اردانا |
يلقى غريمكم من غبر عسرنكم | | بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا |
لا تأمنن فاني غير أمنه غدر | | الحبيب إذا ما كان ألوانا |
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم | | ما كنت أول موثوق به خانا |
لقد تكتمت الهوى حتى تهيمني | | لا استطسع لهذا الحب كتمانا |
كاد الهوى يوم سلماناين يقتاني | | وكاد يقتلني يوم ببيدانا |
وكاد يوم لوى حواء يقتلني لو | | كنت من زفرات الموت قرحانا |
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم | | الا على العهد حتى كان ما كان |
من حبكم فاعلمي للحب منزلة | | نهوى اميركم لو كان يهوانا |
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت | | اسباب دنياكم عن اسباب دنيانا |
يا ام عثمان ان الحب عن عرض | | يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا |
ضنت بموردة كانت لنا شرعا | | تسفي صدى مستهام القلب صديانا |
كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم | | من قريب ولا ملقاك ملقانا |
نهوى ثرى العرق إذ لم نلقى بعدكم | | كالعرق عرقا ولا السلان سلان |
ما أحدث الدهر مما تعلمين لكم | | للحبل صرما ولا للعهد نسياتا |
أبل الليل لا تسري كواكبة | | أم طال حتى حسبت النجم حيرانا |
يا رب عائذة بالغور لو شهدت | | عزت عليها بدير اللج شكوانا |
أن العيو ن التي في طرفها حور | | قتلننا ثم لم يحيين قتلانا |
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به | | وهن اضعف خلق الله اركانا |
يا رب غابضنا لو كان يطلبكم | | لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
أرينه الموت حتى لا حياة به | | قد كن دنك قبل اليوم أديانا |