ساحات معرفية
شكرا على حسن زيارتكم
ساحات معرفية
شكرا على حسن زيارتكم
ساحات معرفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ساحات معرفية

فضاء للتربية والثقافة والترفيه
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 8:12 pm من طرف affkir hassan

» اجمل اسطوانة ويندوز2010
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 5:15 pm من طرف affkir hassan

» برنامج الفوتوشوب 9
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 4:04 pm من طرف affkir hassan

» التقويم الاشهادي وبيداغوجيا الادماج
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 12:10 pm من طرف affkir hassan

» كيفية تحويل الpdf الىword
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 9:13 am من طرف affkir hassan

» كيفية تحويل الـ Pdf إلى word من دون برامج
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 9:08 am من طرف affkir hassan

» برنامج لتزيين الكتابة عند كتابة موضوع او رد
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالجمعة مايو 28, 2010 4:36 pm من طرف affkir hassan

» cours et exercices sur l'excel
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالخميس مايو 27, 2010 11:39 am من طرف affkir hassan

» cours et exercices pour l'excel pratique
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالخميس مايو 27, 2010 11:27 am من طرف affkir hassan

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
سحابة الكلمات الدلالية

 

 ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
affkir hassan
Admin



عدد المساهمات : 62
نقاط : 299
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/03/2010
العمر : 65
الموقع : المغرب-الرشيدية

ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Empty
مُساهمةموضوع: ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1)   ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 4:02 pm

مقدمة :

ترتفع كثير من الأصوات فى أجزاء مختلفة من بقاع الأرض منددة بوجود أزمة خلقية تهدد حضارة الإنسان المعاصر ، وتتخذ تلك الأزمة الخلقية صورا مختلفة فى كل بلد فهى أحيانا حركات تمرد من الشباب على السلطة والأعراف والتقاليد ، وهى أحيانا انغماس كامل فى اللهو والمجون والسكر والجنس ، وهى تارة أخرى حركات عنف ضد الأموال والأرواح والممتلكات ، وقد تكون كل هذا فى وقت واحد ، ويستطبيع البحث أن يرصد الشكوى من أعراض تلك الأزمة الخلقية على مستوى جميع القارات سواء فى آسيا وأفريقيا وأوربا والأمريكتين لا فرق بين قارة وأخرى ، فالكل يعانى من أعراض تلك الأزمة سواء تلك الدول الغنية المتقدمة أو تلك الدول الفقيرة النامية ، وسواء تلك الدول الملكية أو الجمهورية أم الديكتاتورية. ولقد أعطت سهولة المواصلات والاتصالات التى أثمرتها التكنولوجيا الحديثة هذه الهزات الأخلاقية صفة العالمية ، ولم يعد بمقدور مجتمع من المجتمعات إغلاق معابره أمامها أو النجاة من آثارها ، وفى خضم هذه الأزمات الأخلاقية تجد المجتمعات العربية والإسلامية نفسها أمام أعراض خطيرة من الأزمات الأخلاقية التى تهددها رغم رصيدها الهائل من القيم الأخلاقية والمناعة الاجتماعية.(1)

وتحاول تلك الورقة أن تركز على مظاهر تلك الأزمة فى الغرب وكيف حاولت المناهج الدراسية الغربية أن تعالج تلك الأزمة ، وكيف يمكن فى عالمنا العربى والإسلامى أن نعالج تلك الأزمة من خلال مؤسساتنا التعليمية المختلفة، وكيف أن أسلوب مواجهتنا لتلك الأزمة لابد أن يختلف عن الأساليب الغربية ، بحيث لا نقع فيما وقعوا فيه من عزل القيم والأخلاق عن الدين خاصة وأن ديننا الإسلامى هو " دين أخلاقى " بالدرجة الأولى .
الأزمة فى الغرب : الأسباب وأساليب العلاج :



تشترك معظم دول الغرب وعلى رأسها أمريكا فى الشعور بتلك الأزمة، ولما كان الدين المسيحى قد استبعد منذ عصر الأنوار كمصدر أساسى ترتكز عليه التربية الأخلاقية لدى مفكرى الغرب بدعوى أن المسيحية تؤمن بالخطيئة الأصلية للإنسان وبالتالى لا يمكن تحسين أخلاقه وتزكيتها ، وأيضا لأن التربية الدنيوية عقلانية تلائم العصر ، بينما التربية المسيحية غير عقلانية ومن ثم تختلف مع طبيعة الإنسان المعاصر ، فضلا عن عدم عقلانية عقيدة التثليث أصلا مما يجعل التربية الأخلاقية المسيحية مفتقرة إلى أساسها العقدى الصحيح. وأخيرا فإن تلك الأنماط التقليدية من القيم وأساليب التربية التقليدية لم يعد بمقدورها مواجهة الأزمات الأخلاقية والاجتماعية التى يواجهها الإنسان المعاصر.(2)

وليست هذه الورقة هى المكان المناسب لمناقشة مثل تلك الدعاوى ضد المسيحية والأخلاق المسيحية ومدى قدرتها على مواجهة التطور الهائل المستمر الذى أحدثته وتحدثه التكنولوجيا فى الحضارة الغربية والحياة الغربية. ولكن ما يمكن تسجيله أن المسيحية – فى الغالب – لم تعد مصدرا للالتزام الأخلاقى فى الغرب الحديث ، وأن العقل الغربى أصبح مطالبا بإيجاد مصادر جديدة للالتزام الأخلاقى ، لأن المجتمعات لا يمكن أن تعيش فى فراغ أخلاقى، بل إن الحياة فى جماعة لا يمكن أن تستقيم بدون التزام أخلاقى يحدد لها الصواب والخطأ ، والمقبول والمرفوض اجتماعيا .

وهنا تداعى فلاسفة الغرب للبحث عن مصادر للالتزام الأخلاقى تحل محل الدين ، وكان لكل مدرسة فلسفية اجتهاداتها الأخلاقية . ومن يقرأ الفلسفات الغربية المختلفة من مثالية idealism وواقعية realism ، وماركسية Marxisism ، ووجودية ExistentLism ، وبرجماتية Pragmatism يشعر بالجهد العقلى الذى بذله أصحاب تلك الفلسفات وغيرها لإيجاد مصادر للإلزام الخلقى تحل محل النصوص المسيحية التى رفضها العقل الغربى لأسباب كثيرة خاصة به .(3)

وإذا كانت الأخلاق المسيحية لم تستطع أن تشبع حاجات الإنسان الغربى للالتزام الأخلاقى ، فإن المذاهب الفلسفية أيضا لم تنجح فى ذلك، من ذلك تصاعد الوزن النسبى للقيم الفورية Cash Values التى هى الوجه المميز للعلاقات المادية فى الغرب مع تراجع القيم التى تتعلق بالبعد الإنسانى ، وشيوع الأنانية بدلا من الجماعية والإشباع الفورى بدلا من فضيلة التحكم فى الذات ... الخ ، وأمام هذه الظواهر السلبية فى الأخلاق والقيم حاول علماء التربية والاجتماع وعلم النفس وأمثالهم فى الغرب منذ عقود البحث فى أسباب هذه الأزمة الأخلاقية لتشخيصها وتحديد مظاهرها ووسائل مجابهتها ووقاية الناشئة من عدواها .

ويكاد الإجماع أن يكون تاما على أن المسئولية فى هذه الأزمة الأخلاقية إنما يقع على التربية الحديثة التى قصرت اهتمامها على وسائل الحياة دون الغايات والمقاصد ، واستهدفت المواطن المنتج أكثر من المواطن الصالح المصلح ، وعليه فإن التربية الحديثة لابد أن تعطى مجالا أوسع للتربية الأخلاقية ، وبناء على ذلك فقد تكونت لذلك مؤسسات ولجان وطنية للبحث ، ورصدت أموالا هائلة لدراسة كل ما يتعلق بالتربية الأخلاقية سواء من حيث المنهج، والمعلم ، والأنشطة ، وطرق التدريس . ويستطيع الباحث أن يتابع نتائج هذا الجهد فى كثير من المراجع والمصادر الأجنبية التى تناولت هذا الموضوع(4).

ورغم الجهد الكبير الذى تبذله تلك المؤسسات واللجان فإن قصورا شديدا تقع فيه تلك اللجان والمؤسسات ، ولا تستطيع أن تفلت منه ، وهى أنها انطلقت فى معظمها من تصور للإنسان الذى تسعى إلى إخراجه ، وهو إنسان فى الغالب لا يقبل النصوص المسيحية مصدرا للالتزام الأخلاقى وهو أيضا يرفض جميع النصوص الدينية كمصدر من مصادر الالتزام ، ويستبدل بذلك العقل أو ما اتفق عليه أغلبية أفراد المجتمع بدعوى المنفعة البرجماتية أو الجدوى الوظيفية لتلك الأخلاق المقبولة عقلا أو اجتماعا ووظيفة.

وعندما أراد الغرب أن يعمل عقله ، وما اتفق عليه أفراد المجتمع بدعوى المنفعة أو الجدوى الوظيفية فى تحديد الأخلاق التى ينبغى أن يتحلى بها الإنسان الغربى فقد وقع فى فخ عدم الاتفاق على تلك الأخلاق ، ونسبية تلك الأخلاق بل على مفهوم تلك التربية الأخلاقية أصلا حيث استخدمت مفاهيم ومصطلحات كثيرة ومتداخلة فى هذا المجال مثال ذلك : تعليم القيمة Value Education ، وتربية الشخصية Character Education ، والتربية الشخصية والاجتماعية Personal and Social Education ، وتربية المواطنة Citizenship Education ، وعلم الأخلاقيات Moralogy ، والتربية الديمقراطية Democratic Education ، والتربية الدينية Religious Education ، ومفردات أخرى كثيرة تستدعى للذاكرة بصورة رمزية برج بابل The Tower of Babel حيث يتكلم الناس بلغات مختلفة ، أو الرجال المكفوفين والفيل The Blind men and The Elephent حيث يرى كل رجل الفيل من زاوية خاصة به.(5)

وسوف أكتفى هنا بعرض نماذج لهذا الاختلاف والتعدد حول أى الأخلاق نربى عليها المواطن والتى تظهر اختلاف وجهات النظر حول المواطن حول تلك القيم باختلاف المكان : انجلترا ، كندا ، الولايات المتحدة ، على سبيل المثال واختلاف الزمان فى المكان الواحد : كوريا فى فترات تاريخية متلاحقة ، ففى بريطانيا يقدم D . Beckham - 2004 محاولة لرسم خريطة للقيم الأخلاقية فى بريطانيا Mapping Britain's Moral Values مستندا فى ذلك على قيمة الأمانة honesty كقيمة محورية فى مجال التنمية الخلقية ، وأن الأخلاق تدعمها القاعدة الذهبية " تعامل مع الآخرين بما ترغب أن يتعاملون به معك " هذا بالإضافة إلى تنمية قيم التسامح والعدالة.(6)

وفى كندا تم التوصل إلى مجموعة من القيم الأساسية Foundational Values التى تدور حولها برامج التربية الخلقية وهى:(7)


الرحمة/ التعاطف

Compassion

الكياسة

Courtesy

الصبر

Patience

احترام الحياة

Respect of life

التعاون

Cooperation

الحرية

Freedom

السلام

Peace

احترام الذات والآخرين

Respect for self/ others

الشجاعة

Courage

الكرم

Generosity

احترام البيئة

Respect for the environment

الأمانة

Honesty

المسئولية

Responsibility

العدالة

Justice

الانضباط الذاتى

Discipline

الولاء

Loyalty

التواضع

Moderation

التسامح

Tolerance


وفى الولايات المتحدة الأمريكية تم التركيز على القيم الجوهريةCore Values المقبولة بشكل عام من جانب كل الثقافات الموجودة فى المجتمع الأمريكى والتى حددها Gibbs and Early 1994 لتشمل : (ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1) Icon_cool


الرحمة/ التعاطف

Compassion

الشجاعة

Courage

السلوكيات المتأدبة

Courtesy

العدالة

Fairness

الأمانة

Honesty

الولاء

Loyalty

العطف

Kindness

الاحترام

Respect

المحافظة

Perseverance

العدالة

Responsibility


وفى كوريا تطور منهج التربية الأخلاقية منذ عام 1954 حتى الآن ليأخذ محاور ارتكاز مختلفة بل وأحيانا مسميات مختلفة ليركز على قيم معينة حسب السياقات الثفافية والاجتماعية والاقتصادية التى يعيشها المجتمع الكورى، ويمكن إيجاز ذلك على النحو التالى:(9)


الفترة الزمنية

مجال اهتمامات التربية الخلقية

فى الفترة 1954 – 1963

- التربية المعرفية .

1963 – 1973

- أخلاقيات مقاومة الشيوعية .

- الإصلاح الاقتصادى .

- قيم التراث .

1973 – 1982

- ترسيخ النموذج الديمقراطى فى كوريا .

- القيم والفضائل الداعمة للحداثة .

- التنمية الاقتصادية .

1982 – 1987

- تحول المنهجية الأخلاقية من مدخل " حقيبة الفضائل " إلى مدخل النمو المعرفى الأخلاقى .

- تنمية الأحكام الأخلاقية والمناقشات الأخلاقية أفضل من التلقين الأخلاقى .

1987- 1992

- تأكيد أساليب الديمقراطية فى الحياة .

- التحول من مقاومة الشيوعية إلى الوحدة .

1992

- أخلاقيات التواصل بين المجتمعات .

- العادات الأخلاقية .

- استقلالية الشخصية الأخلاقية .

- طريق الحياة المأمولة لتوحيد الكوريتين وما بعد الوحدة .


وكما اختلفت دول الغرب وأمريكا حول القيم التى ينبغى أن يربى عليها المواطن فقد اختلفت أيضا حول كيف تدرس تلك القيم ؟ وكيف تقدم لطلابها ، هل يكون ذلك من خلال منهج تقديم تلك الأخلاق للطلاب ؟ أم من خلال المناهج المختلفة التى تقدم لهم من تاريخ وأدب وعلوم إلى غير ذلك من المواد الدراسية التى يمكن أن تسهم فى التربية الأخلاقية للطلاب أم من خلال الأنشطة والمناخ المدرسى الذى توفره المؤسسات التعليمية لطلابها والذى تستطيع من خلاله أن تكسب الطلاب الكثير من تلك الأخلاقيات . وأيضا هل تقدم تلك الأخلاقيات بصورة مباشرة أم بصورة غير مباشرة من خلال الحوارات والمناقشات الأخلاقية ودراسة الحالة ولعب الدور .... الخ ، ونجد فى الأدبيات التى أشير إليها فى السابق الكثير من الجدال حول تلك الأساليب التى يمكن أن تقدم التربية الأخلاقية من خلالها .

ورغم أننا نحمد للغرب ودوله أن يحاول حل أزمته الأخلاقية من خلال بحوثه ودراساته التى لا تستطيع أن تخرج عن دائرة ثقافته وحضارته الغربية العلمانية التى تهمش دور الدين فى حل تلك الأزمة ، إلا أننا لا نقبل منه أن يحاول فرض أجندته الأخلاقية على دول العالم باسم " الأخلاق العالمية " التى يحاول أن يسوقها بل وأن يفرضها على العالم بدعوى أنه لا يجوز أن يترك أمر هذه المبادئ والأخلاق رهنا بالنسبية الثقافية بل يجب فرضها من خلال المنظمات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية وأيزو الأخلاق العالمى(10). ذلك أن الغرب متمركز فى ذاته وفى حضارته العلمانية وإذا كان له مبرراته فى رفض المسيحية كمصدر للقيم والأخلاق فإنه لا يوجد لدينا نحن المسلمين مبرر واحد لرفض الإسلام كمصدر للقيم والأخلاق ، ودليلنا على ذلك " العطاء الأخلاقى " الثر لهذا الدين عبر العصور ، والنماذج الأخلاقية الفريدة التى أنتجها هذا الدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وامتداد ذلك فى العصر الحديث ويكفى أن نذكر هنا بعض الكتابات الغربية التى تشير إلى الأثر الأخلاقى للإسلام وكيف أمد الأقليات المسلمة التى تعيش فى الغرب بأخلاقيات رفيعة حمت تلك الأقليات من الذوبان فى ثقافة الغرب ومن عوامل ومظاهر الانحراف فى تلك الحضارة الغربية من خمر ومخدرات وانحراف وجنس وعنف ...الخ ، وكيف أن عقلاء القوم فى الغرب وأمريكا – من غير المسلمين – يدعون إلى الاستفادة من أخلاقيات هذا الدين العظيم الذى مكن تلك الأقليات المسلمة من تحدى كل ألوان الدمار الأخلاقى والاحتفاظ بشخصيتهم الإسلامية ومثلهم الدينية الرفيعة.(11)

إننا لا نملك إلا أن نقدر الجهود الضخمة والميزانيات الجبارة التى رصدت لبحوث ودراسات الأخلاق فى دول الغرب وأمريكا خلال العقود السابقة لإيجاد أخلاق غربية للإنسان الغربى تساعده على اجتياز مشكلته الأخلاقية ، وندعو إلى الاستفادة بكل تلك الدراسات والبحوث فى عالمنا العربى والإسلامى ، بل ونقدر أيضا البرامج الدولية التى تحاولها تلك الدول لتقديم برامج أخلاقية لأطفال العالم فى سياق " رؤية عالمية للقيم ، ونقدر جميع الأساليب التربوية المستخدمة فى مثل تلك البرامج ، وطريقة اختيار المعلمين المشاركين فى مثل تلك البرامج(12) إلا أننا لأسبابنا الثقافية المتعلقة بسلامة نصوصنا الدينية من التحريف ، وصدق وثبات تلك النصوص وعقلانيتها وقدرتها على البعث الأخلاقى والحضارى عبر العصور ، فضلا عما يتمتع به الغرب وأمريكا من غطرسة القوة وممارسة الظلم على البشر شكك فى قدرة الغرب وأمريكا على القيادة الأخلاقية للعالم ، إن حضارة الغرب فى أوج عظمته ممثلا فى أمريكا ليست هى الحضارة الأخلاقية النموذج ، وليست هى الحضارة التى يمكن أن تقود النظام العالمى الجديد إلى عالم أخلاقى أفضل ذلك لأن تلك الحضارة فى جوهرها هى حضارة الأشياء وليست حضارة الإنسان فى سموه الأخلاقى ونبل غاياته(13). ويكفى ما يعانيه عالمنا العربى والإسلامى من ظلم وقهر تلك الحضارة الغربية المتغطرسة فى فلسطين والعراق وأفغانستان ... الخ .
الأزمة فى عالمنا العربى والإسلامى : الأسباب وأساليب العلاج :



إذا كان الغرب لأسباب خاصة به قد استبعد المسيحية فى الغالب كمصدر من مصادر الالتزام الأخلاقى فإنه لا يجوز لعالمنا العربى والإسلامى أن يقع فى نفس الخطأ ، وأن يستبدل بالتربية الأخلاقية الإسلامية أى مصطلح آخر مثل: التربية المدنية ، أو التربية الوطنية ، أو التربية البيئية أو الجمالية أو غيرها من المفاهيم والمصطلحات . إن كل هذه المفاهيم والمصطلحات إنما هى جزء من المصطلح الأساسى : التربية الأخلاقية الإسلامية .

والتربية الأخلاقية الإسلامية ليست علما نكرة بين العلوم الإسلامية ، وليست الكتابات التراثية فى الأخلاق بالكتابات النادرة ، فقد تناولها بالدراسة علماء الإسلام عبر العصور من علماء حديث وتفسير وفقهاء وفلاسفة ومتصوفة ... الخ ، وقد استفادت تلك الكتابات التراثية من المصادر الأجنبية اليونانية والفارسية والهندية ، بحيث يمكن القول أن المكتبة العربية الإسلامية لا تعانى أى نقص فى تلك الكتابات كما هو شائع بل هى غنية وثرية فى هذا المجال لمن أراد الدراسة العلمية المستوعبة. (14)

والتربية الأخلاقية الإسلامية لابد أن تستمد مادتها الأولية من القرآن الكريم ، والصحيح من السنة ، وما كان عليه الصحابة والتابعين من أخلاق سامية ، ويعجبنى قول الإمام القرافى فى كتابه " الفروق : "لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته " لما كانوا عليه من فضل وحسن خلق " . (15)

والتربية الأخلاقية الإسلامية جزء من التربية الدينية الإسلامية التى يجب أن تقدم لطلاب جميع المدارس فى جميع المراحل التعليمية بما فيها الجامعة . وعليه فإن محاولة إلغاء تلك المادة : مادة التربية الدينية الإسلامية واستبدالها بمادة التربية الخلقية أو التربية المدنية أو غير ذلك من المسميات وكذلك جعل تلك المادة مادة غير أساسية لا يتوقف عليها رسوب الطالب أو نجاحه ، إنما يعتبر محنة أصابت التعليم العربى الإسلامى وشوهت أهم معالمه الإسلامية وأخشى ما أخشاه أن يكون وراء نزعات علمانية داخلية وخارجية قاهرة (16) .

ولقد تزعمت الدول العظمى فى العالم ( أمريكا ) حملة مكشوفة للعبث بمناهج التربية الدينية الإسلامية بدعوى أن تلك المناهج تشجع الإرهاب وكراهية الغرب واليهود وكان من الأفضل لأمريكا أن تذكر ما ورد فى تقرير " أمة معرضة للخطر " الذى أصدرته السلطات الأمريكية فى أوائل الثمانينيات من أنه : ( إذا أردت أن تنزع سلاح أمة فانزع سلاح تعليمها وإذا أرادت أمة أن تتدخل فى الشئون التعليمية لأمة أخرى فيجب أن يعتبر ذلك بمثابة إعلان الحرب عليها ) .

وبدلا من أن تحترم أمريكا إسلامنا فقد راحت تتدخل بصورة مكشوفة وعلنية فى تغيير مناهج التربية الدينية الإسلامية . وها هى على سبيل المثال تقدم دعما لباكستان مقداره (100) مليون دولار لبناء بنك معلومات عن طلاب المدارس القرآنية بهدف تأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس فى هذه المدارس ، ولفرض الرقابة على منشورات هذه المدارس ودور النشر التابعة لها ومحاولة إيجاد برامج دراسية جديدة فى هذه المدارس لم تكن تدرس سابقا وسيفرض على المدرسين الموافقة على الخضوع لدورات تدريبية لمتابعة البرامج الجديدة وسيفقد وظيفته من يعارض ذلك . وفى الجزائر استجابت وزارة التربية لذلك حيث أصدر وزيرها قرارا بحذف التعاليم والأذكار التى تلازم عملية غسل الميت وآيات وأحاديث الترغيب والترهيب بعذاب القبر وفقه الجهاد كما استبدلت الرسومات والصور التى كانت تظهر الطفل الذى يتوضأ أو يؤدى الصلاة مرتديا العباءة أو القميص الإسلامى بصورة أخرى تظهره بسروال جينز ، ولم تقف هذه الهجمة على باكستان والجزائر بل شملت العديد من الدول الإسلامية كالسعودية واليمن بحجة أن مناهج التعليم الدينى بتلك البلاد تعمل على تفريخ الإرهاب (17).

لقد أعد مجموعة من الخبراء السياسيين الأمريكيين البارزين الذى أطلق عليهم ( مجموعة الـ 19 ) تقريرا مهما تم رفعه إلى جهاز الأمن القومى الأمريكى تضمن إعداد دراسة هامة حول ما أسموه " بمفهوم الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامى " . وقد انتهت هذه المجموعة من إعداد دراستها الشاملة بتوصيات متعددة تم رفعها إلى الرئيس الأمريكى جورج بوش الذى وافق عليها. أكدت الدراسة التى انفردت " الأسبوع " بنشر ملخص لها على أهمية الجانب النفسى للأفعال الإرهابية للعرب خاصة وللمسلمين عامة . وحذرت الدراسة من أن انطباع الصور السلبية عن الولايات المتحدة والعلاقة بينها وبين " إسرائيل " هو الذى شكل البذرة الأولى للأفعال الإرهابية العربية والإسلامية. وقالت الدراسة : إنه بات من الضرورى الآن إيجاد صيغة ملزمة للتعاون بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية فى تغيير مناهج التعليم والسياسة الإعلامية والقبول بأدوار مشتركة بين الطرفين .

وترى الدراسة أن الناحية الأهم من وجهة النظر الأمريكية تتمثل فى تغيير المناهج التعليمية التى تحض على كراهية اليهود والعالم الغربى تحديدا خاصة أن هذه المناهج تدعو صراحة إلى القيام بأفعال إرهابية من خلال تدريس مواد تحض على مفهوم يدعى " الجهاد " . وتقول الدراسة : إن هذا المفهوم – الجهاد – يحرض المسلمين على قتل أنفسهم فى مقابل تدمير وإرهاب كل ما هو غير مسلم من اليهود والمسيحيين وأن هذا المفهوم هو الذى يعكس الواقع فى " إسرائيل " لأن الإرهابيين الفلسطينيين – على حد وصف الدراسة – يتعلمون فى معتقداتهم أن من يُقتل على هذا النحو ينال رضا الله ويوفر له مكانا آمنا بعد موته .

[font='Simplified Arabic'][color=#000000]وترى الدراسة أن القضاء على الآثار السلبية النفسية للإرهاب العربى لابد وأن يبدأ من المراحل الأولى من التعليم الأساسى ، وإلا فإن الحملة الدولية التى نقودها الآن ضد الإرهاب لن تكون سوى مسكن وقتى للقضاء على الإرهابيين لمدة 5 أو 10 سنوات قادمة ولكن ستظهر حقبة جديدة بعد ذلك يكون فيها الإرهابيون العرب أكثر شراسة وعنفا من الجيل الحالى . وتشير الدراسة إلى القول : أنه من واقع الدراسات والإحصاءات فإنه كل 15 عاما تظهر مجموعات جديدة من الإرهابيين تحمل خصائص أكثر عنفا ودموية من المجموعات التى تسبقها وأن هذه الدورة الدموية زادت وضوحا منذ عقد السبعينيات ولكنها تواجدت فعليا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sahatma3rifia.forum2ouf.com
 
ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ازمةالقيم في المناهج التربوية على الصعيد العالمي وانعكاساتها على التربية في العالم الاسلامي(ج2)
» ادماج المباديء والقيم من خلال المناهج التربوية
» الوثيقة الاطار لمراجعة المناهج التربوية وبرامج تكوين الاطر
» جدلية الحكامة الجيدة وتحديث فعل التدبير بين الكرونولوجية الاصطلاحية واستقراء المنظور الجديد لواقع الممارسات التدبيرية التربوية
» النظام الاساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية بالمغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ساحات معرفية :: المنتدى التربوي :: قسم البرامج والمناهج-
انتقل الى: