عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي شاعر قريش وفتاها، وهو أحد شعراء الدولة الأموية. (ولد
644 م)، أبو الخطاب، هو أرق شعراء عصره، من طبقة
جرير والفرزدق، ولم يكن في
قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها
عمر بن الخطاب سنة
23 هـ، فسمي باسمه.
شب الفتى المخزومي على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في
المدينة والطائف وغيرهما.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمارا
ومما يروى أن
سليمان بن عبد الملك سأله: «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنالا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرائقهن في الكلام وحركاتهن وبرع في استعمال الأسلوب القصصي والحوار...و تتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي. وقد تغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائد هذا الشاعر.
جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على
عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. وكان
عبد الله بن عباس رضي الله عنه معجبا بأشعار عمر.
كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة لان القمر لا يخفى على أحد:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر
يقال أنه رُفع إلى
عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى
دهلك. وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو والمجون وذكر النساء إلى أن توفي عام
93 هـ.
[عدل] بعض أشعارهقف بالطواف ترى الغزال المحرما حج الحجيج فعاد يقصد زمزمـا
عند الطـواف رأيتهـا متلثمـة للركن والحجـر المعظـم تلثمـا
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة والدار ما بين الحجـول وغيلمـا
قلت عديني موعـداً أحظـي بـهي أقضي به ما قد قضاه المحرمـا
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا
أرسلت هندا
أرسلت لما
أبت البخيلة
ألا يا هند
أشارت إلينا
أرقت ولم آرق
أيها العاتب
بانت سليمى
حن قلبي
طال ليلي واعتادني
طال ليلي فما
صرمت حبالك
من عاشق
نعق الغراب
كتبت تعتب
ومن لسقيم
يا ثريا الفؤاد
من أشعاره غنت
فيروز ما يلي :
و لا قرب نعم إن دنت لك نافع ولا نأيها يثني ولا أنت تصبر
إذا جئت فأمنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر